احتفت جامعة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية ومركز التعليم المستمر، بتخريج الدفعة الثالثة من برنامج "بناء القدرات لمهنيي الرعاية الاجتماعية"، وذلك بالتعاون مع دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي ممثلة بقطاع الترخيص والرقابة الاجتماعية، في حفل أقيم في فندق هيلتون جزيرة ياس بأبوظبي، بحضور عدد من ممثلي الجهات والشركاء وأعضاء الهيئة الأكاديمية بالجامعة.
ويأتي هذا البرنامج تجسيداً للشراكة الاستراتيجية بين الجامعة والدائرة، والتزاماً مشتركاً بتطوير الكوادر الوطنية المتخصصة وتعزيز جودة وكفاءة الخدمات الاجتماعية في إمارة أبوظبي، حيث ضمت الدفعة الجديدة 130 خريجاً وخريجة من العاملين في القطاع الاجتماعي بمؤسسات حكومية وخاصة، توزعوا على ثلاثة دبلومات مهنية متخصصة تشمل: مهارات ممارسة الخدمة الاجتماعية، وعلم النفس غير الإكلينيكي، والإرشاد المدرسي.
وفي كلمته خلال الحفل، أكد سعادة الأستاذ الدكتور محمد بن هويـدن، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات أن هذا البرنامج يمثل استثماراً حقيقياً في الإنسان الإماراتي، وقال:
"لقد أدركنا في جامعة الإمارات أن مسيرة التنمية الوطنية لا تكتمل دون تنمية الإنسان من الداخل، ولهذا جاءت برامجنا المهنية، ومنها هذا البرنامج، لتقدم للمجتمع مختصين ميدانيين مؤهلين يسيرون وفق رؤية قيادتنا الرشيدة التي جعلت من الإنسان القيمة العليا والثروة الأغلى."
وأضاف: نحن نؤمن أن المهن الإنسانية، وعلى رأسها الخدمة الاجتماعية والاختصاص النفسي، ليست ترفاً فكرياً بل ضرورة وطنية توازي في أهميتها باقي التخصصات العلمية."
وأشاد بن هويدن بالشراكة المثمرة مع دائرة تنمية المجتمع قائلاً: نعتز في الكلية بشراكتنا مع دائرة تنمية المجتمع التي كانت دوماً شريكاً وطنياً واعياً، يؤمن معنا بأن تمكين المختصين هو تمكين للمجتمع بأسره."
كما توجه بالشكر إلى مركز التعليم المستمر بجامعة الإمارات على الجهود الكبيرة في إدارة وتنظيم البرنامج بكفاءة عالية.
من جانبه، أوضح السيد مبارك العامري، المدير التنفيذي لقطاع الترخيص والرقابة الاجتماعية في دائرة تنمية المجتمع، أن هذا البرنامج يأتي ضمن جهود الدائرة لتأهيل مهنيي الرعاية الاجتماعية وفق أعلى المعايير المهنية المعتمدة، مؤكداً أن تطوير رأس المال البشري في القطاع الاجتماعي يشكل حجر الزاوية في تطوير الخدمات الاجتماعية المتكاملة.
وأشار العامري إلى أن البرنامج استقطب مشاركين من جهات متعددة مثل المدارس الحكومية، مؤسسة التنمية الأسرية، هيئة الرعاية الأسرية، القيادة العامة لشرطة أبوظبي، مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، معهد أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، إضافة إلى عدد من المؤسسات الاجتماعية الخاصة.
جدير بالذكر أن البرنامج، الذي انطلق عام 2022، خرّج في دفعته الأولى 111 مشاركاً، وفي دفعته الثانية 42 مشاركاً عام 2023، ليصل إجمالي عدد الخريجين حتى اليوم إلى أكثر من 283 خريجاً وخريجة.
وفي ختام الحفل، تم توزيع الشهادات على الخريجين والتقاط صورة جماعية توثق هذه المحطة الهامة في مسيرتهم المهنية، وسط إشادة من الحضور بالجهود المشتركة بين الجامعة والدائرة في تقديم برامج نوعية تواكب طموحات الدولة في قطاع الرعاية الاجتماعية وتعكس رؤيتها في بناء الإنسان وتمكينه.