نظمت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي بالتعاون مع مؤسسة "وورلد إينيبلد" الرائدة في مجال التنمية الدامجة للإعاقة، "برنامج التدريب وبناء القدرات على تعميم الإعاقة في السياسات والبرامج"، والذي يأتي كجزء من مبادرات محور المُمكّنات الذي تقوده الدائرة ضمن استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم.
ويهدف البرنامج إلى نشر الوعي وبناء المعارف والمهارات والسلوكيات حول مفهوم تعميم الإعاقة في البرامج والسياسات الذي يسهم بشكل إيجابي في تعزيز الدمج والتمكين لأصحاب الهمم، كما يؤكّد على دور دائرة تنمية المجتمع في دعم تنفيذ استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم من خلال مبادرات مُمكّنة تستهدف المنظومة البيئية في الإمارة.
وقالت سعادة الدكتورة ليلى الهياس المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع التنمية المجتمعية في دائرة تنمية المجتمع: إنّ مبدأ تعميم الإعاقة في البرامج والسياسات مبدأ توجيهي رئيسي في استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم ويتماشى مع ما نصّت عليه الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة حيث أنّ إزالة الحواجز البيئية و التنظيمية و السلوكية التي تحول دون مشاركة و دمج أصحاب الهمم يتطلّب أن تكون كافة الجهات في القطاع الحكومي والخاص والثالث قادرة على تضمين احتياجات أصحاب الهمم في السياسات والبرامج والخدمات والمنتجات التي تستهدف المجتمع ككلّ ومن هنا تأتي أهمية هذا البرنامج التدريبي الذي نظّمته الدائرة انطلاقاً من حرصها على زيادة الوعي حول حقوق أصحاب الهمم والتأكيد أنّه لا يمكن تحقيق رؤيتنا الموحدة للوصول الى مجتمع دامج لأصحاب الهمم في إمارة أبوظبي إلّا من خلال تضافر وتكاملية جهود كافة الجهات فالمسؤولية مشتركة".
وأشارت سعادتها إلى أن البرنامج شارك في تصميمه خبراء من مؤسسة "وورلد إينيبلد" ودائرة تنمية المجتمع ويتطرق إلى مفاهيم و ممارسات وأدوات ودراسة حالات في مجال التنمية الدامجة للإعاقة وتعميم الإعاقة في السياسات والبرامج"، مشيرة إلى أنّ الهدف هو الوصول إلى فهم مشترك حول كيفية تحقيق الدمج لأصحاب الهمم وتمكين الجهات بالمهارات اللازمة لجعل السياسات والبرامج التي تعمل عليها الجهات شاملة لأصحاب الهمم كل جهة بحسب اختصاصها.
وذكرت الهياس أن استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم حققت إنجازات رائدة في دفع أجندة دمج أصحاب الهمم في إمارة أبوظبي، وهو ما يعود بالدرجة الأولى إلى تضافر الجهود المشتركة مع شركائنا من القطاع الحكومي والخاص والثالث في إمارة أبوظبي، الأمر الذي يدفعنا إلى مواصلة مساعينا لتمكين وتفعيل دور أصحاب الهمم وأسرهم في عملية التحول نحو مجتمع دامج، وخلق بيئة ضامنة لتكافؤ ومساواة أصحاب الهمم في الحقوق والخدمات والفرص مع جميع أفراد المجتمع في كافة مراحل الحياة".
ثلاث ندوات
وتضمن "برنامج التدريب وبناء القدرات على تعميم الإعاقة في السياسات والبرامج" ثلاث ندوات، وورشة عمل تدريبية، حيث استهدفت الندوة الأولى تحت عنوان “الشراكة الرابحة لبناء مجتمع دامج في إمارة أبوظبي" التي تم انعقادها في نوفمبر الماضي جهات القطاع الخاص في مجالات الرعاية الصحية، الخدمات المصرفية، قطاع التجزئة والمبيعات، الثقافة والفنون والموضة والسياحة والرياضة والترفيه والتكنولوجيا وغيرهم. بما في ذلك بنك ستاندرد تشارترد، ومبادلة، ومايكروسوفت، وغوغل، والدار العقارية وكذلك جهات القطاع الثالث، كمؤسسات أصحاب الهمم من جميعة الإمارات للتوحد، ومؤسسة سدرة، ومؤسسة بترفلاي، وجمعية همة، وغيرهم. وتأتي أهمية هذه الندوة لتسليط الضوء على دور القطاع الخاص والثالث في تحقيق دمج أصحاب الهمم وذلك من خلال عملية تعزيز مشاركة أصحاب الهمم في سوق العمل وتبنّي أفضل الممارسات في مجال التوظيف الدامج ومن خلال تصميم الخدمات والمنتجات بصورة شاملة ودامجة لأصحاب الهمم كمستهلك لهذه الخدمات.
أما الندوة الثانية، فقد تضمنت مشاركة من قبل الدائرة عبر تقديم ورقة عمل تم تناولها في الكونغرس العالمي لمتلازمة داون، خلال نوفمبر الماضي، بعنوان التنمية الدامجة للإعاقة: نحو تحقيق رؤيتنا الموحدة للوصول الى مجتمع دامج لأصحاب الهمم في إمارة أبوظبي والتي استهدفت مقدمي الخدمات، والجهات الحكومية، وأصحاب الهمم وأسرهم وركّزت ورقة العمل على أهمية تحقيق الدمج لأصحاب الهمم من ذوي متلازمة داون حيث تمّ التطرّق الى الحواجز التي يصادفها أصحاب الهمم من متلازمة داون في مجال الرعاية الصحية، التعليم، التوظيف و الدمج المجتمعي و كيفية إزالة هذه الحواجز من خلال نموذج تعميم الإعاقة في السياسات والبرامج.
وفيما يتعلق بالندوة الثالثة، التي تم انعقادها في ديسمبر الجاري بشكل مرئي حول كيفية صياغة استراتيجيات ورسائل الإعلام والاتصال الدامجة في سبيل جعل إمارة أبوظبي دامجة وممكنة لأصحاب الهمم: حيث استهدفت القطاع الإعلامي بما في ذلك الفرق الإعلامية في الجهات الحكومية انطلاقاً من أهمية دور القطاع الإعلامي في رفع الوعي حول حقوق أصحاب الهمم وبالتالي الدور الحيوي الذي يلعبه في استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم، كما وفّرت هذه الندوة مفاهيم وأدوات عملية لتمكين المعنيين في مجال الاتصال والإعلام في صياغة الرسائل الموجهة و تصميم المحتوى التوعوي والإعلامي الذي يعزز عدم التمييز والقبول الاجتماعي والتمكين لأصحاب الهمم وبالتالي القضاء على المفاهيم الخاطئة والقوالب النمطية وتعزيز احترام التنوع البشري.
ورشة عمل تدريبية
كما نظمت دائرة تنمية المجتمع ورشة عمل تدريبية امتدت على خمسة أيام متواصلة تم انعقادها في فندق بارك روتانا، بحضور أعضاء مشاركين من 16 جهة حكومية معنية في تنفيذ استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم و هم أعضاء معنيين في صنع السياسات و البرامج والخدمات في جهاتهم، وتهدف الورشة إلى تدريب الأعضاء المشاركين ليصبحوا مدرّبين لدى جهاتهم في مجال تعميم الإعاقة في البرامج والسياسات من خلال بناء المعارف والمهارات والسلوكيات للمشاركين بحيث تكون أجندة دمج أصحاب الهمم جزءاً لا يتجزأ من وضع برامجهم وسياساتهم، وذلك بدوره سيعمل على ضمان دمج أصحاب الهمم وحصولهم على فرص متكافئة مع الآخرين في جميع النشاطات والخدمات المقدمة للمجتمع ككل وبالتالي إحداث أثر مستدام وطويل الأمد حتى ما بعد انتهاء المدة الزمنية للاستراتيجية.
وشارك في ورشة العمل التدريبية كل من دائرة الصحة، هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، دائرة التعليم والمعرفة، هيئة الموارد البشرية، مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، دائرة البلديات والنقل، دائرة تنمية المجتمع، مجلس أبوظبي الرياضي، هيئة الإسكان، موانئ أبوظبي، دائرة الثقافة والسياحة، مؤسسة التنمية الأسرية، مركز ابوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية، هيئة المساهمات المجتمعية – معاً، أكاديمية أبوظبي الحكومية، والمكتب التنفيذي لحكومة أبوظبي، إلى جانب حضور عدد من أصحاب الهمم من هذه الجهات.
استراتيجية أصحاب الهمم
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيانولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد أطلق في شهر سبتمبر من العام الماضي الاستراتيجية الشاملة لأصحاب الهمم في إمارة أبوظبي (2020-2024)، بمشاركة أكثر من 28 جهة حكومية محلية واتحادية معنية، وبقيادة دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي.
وتأتي الاستراتيجية لجعل الإمارة مدينة دامجة ومهيأة ومُمكّنة لأصحاب الهمم، بما ينسجم مع رؤية الدائرة بتوفير حياة كريمة لجميع أفراد المجتمع. وتتضمن الاستراتيجية خمسة أهداف رئيسية، هي تعزيز ثقافة المجتمع المبني على المنظور الحقوقي لأصحاب الهمم، تفعيل دور أصحاب الهمم وأسرهم وتمكينهم من خلال إشراكهم في عملية التحول نحو مجتمع دامج، خلق بيئة تتيح الوصول المتكافئ لأصحاب الهمم للحقوق والخدمات والفرص في جميع مراحل الحياة، ضمان تقديم خدمات متكاملة وذات جودة عالية في القطاع الحكومي، الخاص والثالث و تطوير إطار تنمية اجتماعية مستدامة وقائمة على البيانات والأدلة لأصحاب الهمم وأسرهم، كما تؤكد الاستراتيجية على مبدأ القيادة والمشاركة والتمثيل لأصحاب الهمم تماشياً مع مبادئ اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة “لا شيء لنا من دوننا" وعليه فإن أصحاب الهمم ممثلين ومشاركين كأفراد وكجمعيات تمثّل أصحاب الهمم في جميع فرق عمل محاور الاستراتيجية.
وتتطلع الدائرة إلى أصحاب الهمم كجزء لا يتجزأ من هذا المجتمع وعنصر أساسي في تطوره، ولذا تأتي استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم لتمكينهم ورفع جودة حياتهم، وبالتالي المساهمة في تحقيق رؤية الإمارة ككلّ. وتعمل الدائرة من خلال رؤيتها على توفير سبل العيش الكريم لكافة أفراد المجتمع، وتحرص على المشاركة الفعّالة لمختلف الفئات من خلال ضمان حشد قدراتهم و بلوغ أقصى إمكاناتهم للمساهمة في تطور الإمارة، بما يسهم بتعزيز دور الأفراد في عملية التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها إمارة أبوظبي في مختلف المجالات.