استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم
واقع أصحاب الهمم في إمارة أبوظبي
يبلغ عدد أصحاب الهمم في إمارة أبوظبي ما يقارب 20 ألف شخص من المقيمين والمواطنين. وتعتبر الاضطرابات النمائية العصبية مثل اضطرابات طيف التوحّد و الإعاقة الذهنية واضطرابات التعلّم المحدّدة من أكثر الإعاقات انتشاراً في الإمارة. كما ويواجه أصحاب الهمم عدداً من التحديات الناتجة عن العوائق البيئية والتواصلية والسلوكية والمؤسساتية القائمة في المجتمع. ومن ضمن هذه التحديات عدم وجود نظم رعاية صحية اجتماعية تعليمية شاملة ومتكاملة ممّا يعيق وصول أصحاب الهمم وأسرهم الى خدمات ذات جودة تلبّي احتياجاتهم الفردية والمتنوّعة بأسعار معقولة بمتناول الجميع. أمّا في مجال التعليم، يفتقر الطلاب من أصحاب الهمم الى فرص متكافئة ومنصفة للوصول الى تعليم دامج ذات جودة في المدارس العامّة بما في ذلك منظومة دعم شاملة داخل المدرسة تتضمّن تهئية البيئة المدرسية والصفية، الكادر التعليمي المؤهل، الخدمات الداعمة، التوعية، المناهج التعليمية المتنوعة المعتمدة التي تضمن توافر خيارات وبدائل تعليمية تلبي مختلف الاحتياجات، والمسارات الانتقالية المدروسة ما بين المراحل المدرسية وبين مراكز رعاية وتأهيل أصحاب الهمم والمدارس العامة، أمّا في مجال التوظيف ، فلدى أصحاب الهمم فرص محدودة للحصول على عمل في بيئة عمل مفتوحة بسبب عدد من العوامل : عدم توفر الحوافز و الدعم الكافيين لأصحاب العمل لتوظيف فعلي و مستدام لأصحاب الهمم ،نقص في فرص و برامج التعليم والتدريب و التأهيل المهني ذات جودة في مرحلة ما قبل التوظيف و ما بعده لتعزيز المهارات الوظيفية لدى أصحاب الهمم و جهوزيتهم للانتقال إلى العمل، فضلا عن عدم وجود سياسة توظيف دامج شاملة مع آلية إنفاذ و أدوار ومسؤوليات واضحة بين الجهات المعنية .كما ويواجه أصحاب الهمم عوائق للمشاركة المجتمعية في مجالات الحياة العامة مثل الثقافة، الرياضة ،الفنون و الترفيه و التطوع نتيجة عدم توافر بيئة مؤهلة من حيث البيئة المبنية ،المواصلات ،الإسكان المؤهل ، الخدمات و البرامج و لمنتجات و المعلومات.بالإضافة إلى ذلك ، يتكّبد أصحاب الهمم وأسرهم تكاليف باهظة ناتجة عن متطلبات الإعاقة مماّ يهدّد مستوى معيشتهم اللائق وجودة حياتهم.
تعاون أصحاب الهمم ... جزء أساسي في إطلاق الاستراتيجية
تهدف الاستراتيجية إلى جعل إمارة أبوظبي مجتمع دامج و ممكّن لأصحاب الهمم من خلال كسر جميع الحواجز التي تعيق وصولهم الى الحقوق و الخدمات و الفرص المنصفة و بناء منظومة دعم شاملة لأصحاب الهمم و أسرهم ، باعتبارهم جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع و عنصر أساسي في مسيرة تقدمه و تطوّره.وأطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي الاستراتيجية تأكيداً على أهميتها. و, قامت دائرة تنمية المجتمع في مرحلة تطوير الاستراتيجية و بالتعاون مع الجهات المعنية ب بدراسة جودة حياة أصحاب الهمم و أسرهم ووضعهم الراهن في إمارة أبوظبي في مختلف المجالات و القطاعات و قد بيّن تقييم الوضع الراهن أنّ أصحاب الهمم و أسرهم يواجهون عدد من التحديات التي تحول دون وصولهم الى الحقوق و الخدمات و الفرص على قدم المساواة مع غيرهم. وعليه, تمّ تطوير استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم بالتعاون مع أصحاب المصلحة لوضع خارطة طريق لتجسير الفجوات القائمة بحسب أفضل الممارسات العالمية و تمكين أصحاب الهمم الوصول الى أقصى إمكانياتهم.
دور أصحاب الهمم في إمارة أبوظبي
تؤكد الاستراتيجية على مبدأ القيادة و المشاركة و التمثيل لأصحاب الهمم تماشيا مع مبدا اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة "لا شيء لنا من دوننا" و عليه فإن أصحاب الهمم ممثلين ومشاركين كأفراد و كجمعيات تمثّل أصحاب الهمم في جميع فرق عمل محاور الاستراتيجية.أن رؤية الامارة الحرص على توفير سبل العيش الكريم لكافة أفراد المجتمع ، و الحرص على المشاركة الفعالة لمختلف الفئات من خلال ضمان حشد قدراتهم و بلوغ أقصى إمكانيتاهم للمساهمة في تطور الإمارة بما يسهم بتعزيز دور الأفراد في عملية التنمية الشاملة و المستدامة التي تشهدها إمارة أبوظبي في مختلف المجالات .أًصحاب الهمم جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع وعنصر أساسي في تطور المجتمع ولذا تأتي استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم لتمكينهم و رفع جودة حياتهم و بالتالي لتساهم في تحقيق رؤية الإمارة ككلّ.